فراشات توصد الأبواب

 فراشات توصد الأبواب 

بقلم الشاعرة سميرة راضي 

..أما يزال في قلبِكَ لِي مُتَّسَع ؟..

 وحبّكَ للنسيان لم يَتَّسِع ...

يُجلده الزمان ويُصلبه ..

على أبواب الإنتظار مُتربع ..

كنتُ أركض خلف متاهات الايام ..

أهرب منكَ بالنهار وشمسه توجع ..

لأجدكَ متمسكا بعتبات الوسادة ..

 تقفل في وجهي كل ..

أبواب الهروب ممنوع ..

ونجوما فارت من تنور ليلها ..

تمسح عن خدي الدموع ..

وعن فؤادي المولّع ..

وعيني آه من عيني ..

 صارت كعين يعقوب ..

 بفقد الإبصار تشتهي قمرا يسطع ..

لينسكب متلألئا ..

في أطواق مسك الليل ..

حين تسلقت الحنين وجموحه ممتنع..

يثور طوفان الحبر ليكتسح القصائد ..

وسواحل  الأبجدية لتبتكر..

 الأفق المخدوع ..

ربما قد علِمتَ عن حُبِّي ..

 لكنكَ لم تَعلَمْ ..

بمِقدارِ إشتياقي الموجع ..

حتى أن أفكاري إحتلّتها ..

فراشات الذكريات ..

بعدما غادرت شرنقتها ..

وأقفلت عليها الضُلوع ..

  أوصدت خلفها جميع الأبواب ..

ترجو النجاة كي ترقد قريرة العين ..

بزمن تخشع زواله المتوقع ..

 وأحلق فوق الدنيا..

 أهرب من عمقي ..

 وأطير عاليا فوق ضلع ..

غصنه حطم وطرا ..

على وجه صباح لهدوء ..

يغرق فيه ضجيجي المقنع ..