المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٤

منفية خارج الفصول

صورة
منفية خارج الفصول بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..من سحائب الغلو تسقي ... أراضي الحروف ... فلا معنى تفرّد بين أناملي ...   وأنت  لا ظلّ لكَ بينهم ... تزوجْتَ الرياح ... تتصبّر تغير الرعونة العاق ... كلماتكَ غالبا ما تزرعها ... بحقول الرياح ... كنتَ قصة غرام جميلة ..  لكنها قصيرة ... كلماتها سهلة ممتعة وهشة... كنتُ أظنُّكَ حقيقتي الوحيدة ...  بالأمس و غد .. ولكن زمن الأحلام أدبر ...   كنتَ كالريح التي تجعل الأغصان ...  تغني من وطأة الوجع  ... والجرح الذي كان يحمل ... بين ثناياه رائحة الورد ... أنت الموسيقى الوحيدة ... التي تجعل النجوم ترقص ... على أكتاف الموج ...  ثم تبتلعه كالغول ... لكن .. صمتكَ الكثير ... وغضبكَ الكبير ... وعنادكَ اللامنتهي ...   ينشر دخان الصمت ... ليحط السحاب رحاله ... على انتفاضة صفصافة ... منفية خارج الفصول.

إمتزج الحبر بدمي

صورة
  إمتزج الحبر بدمي  بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. السماء علِّقتْ بغيهب بحره ... لولا لؤم نوارسي ...   تلعب على شط حبري ... في كل مرة أصُدُّ أفكاري... عيناه تهديني إلى أنفاسه ... تموج في أعماق وتيني....  تُلهب وساوسي ... تتمرجح مع كل نبضة ...  دفاق تسوق أشرعتي  ... فتتسارع أنفاسي ... وأنا ضائعة في الربع الخالي ... من أحاسيسي... يسكن بٍبُطين قلبي ... يمتنع عن الرحيل ... يثير هواجسي ... كلّما هاجت القصيدة ..   أمتزج حبري ...  بدمي وحسي ... و قلبي مافتئ يعانق ...  بين ثناياه أملا ... ظل في كل يوم مؤنسي ... حتى أن جرحا ...  فاض النور من وجعه ...  ينير عتمتي وحواسّي ... وكمْ أشتاق لصبابة تشعلني ...  وشعور يسمو بي ... فوق دواسي.

شفاه الشتاء

صورة
  شفاه الشتاء بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. تئن ذكريات تحت وطأة غيابكْ ...  كيف للغياب أن يُراقص السراب ... وعلى كتفه نعش الأحبة  !؟  وبضع أمنيات من مرابع ... ومن مراتع !؟  الحقيقة ما تزال تلهث ...  في دروب العاشقين ...  تَيَمُّنًا بالشعرِ ... ربما قد أقتفي أثره منكْ ...  وأنتَ مَنْ أطعمتَ سهادكَ للسهاد ... أتظنه ما يزال هناك معتصمًا ... على بوابة القلب الحنين؟! سقطتْ رماحكْ ... فإلتقطْ ما شئتَ ... من ما يفضي إليْكْ ... حتى التي كانتْ هنا ... ما عادت تراودها القصيدة ...  من عيونكْ ... أو تراود خفقة منكْ ... ما إنْفَكَّ على عتبة القلب ...  يعتكِفُ العدم ... ليردّ بعض السائلين ... وتبقى الأبواب المغلقة عليَّ ... ومشرعة على الغياب ... تتسرب منها ريح  ... من بين شقوق الذاكرة ... ظلت حبيسة تعوي بين ضلوعي ... وشجرة الصفصاف على بابي ... ذبلتْ ثم أينعتْ ... تشاغب أوراقها  ... شفاه الشتاء الباردة .

غُربة في دمي

صورة
  غُربة في دمي بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..ضرباً من جنون ... عِندَما هَاج عَطرُك في أَرجائي... حَلقتُ مَعه عَلى جناحِ فَرَحٍ ... في أَجمَلِ صُّوَرةٍ ...  يَرسُمُها خَيالي ... حِينَ سَقَط المَطَر  ... وبَلل ثوب الذكرى ... بِرَذاذِ عِطرٍ أَسِير غفوتي ... الصمتُ اعتَلَى قِمم الشفاه ..  بعدما مالتْ دهشتي قليلا  ... لتستند على كتف أبجديتي ... في صيغةٍ بلاغيةٍ كاذبة... ببراءةٍ تمضي حياتي ...  صوبَ تحقيق الأماني ... أدنى وصَاياي... السراب يرفع صخرتكَ ...  فوق قلبي ... ويُنبت زهرة شكلها غريب ... كغربتكَ في دمي  ... أنفاسكَ مهزومة ذائبَة ... بين قضبان الأمسِ... قد أفنى النّوى صبري... قد أعيى الغياب عمري... يا أيامي المرهقة الشّاحبَة... أصارع صعابي المقتدرة... وأحلامي المتعسِّرة ... كي أكون أيقونةً...  تنعي ما تخشاه أقصى أمنيتي .

الضجيج

صورة
  الضجيج بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. كلّما بحثتُ عنه ... أجده في ضَجيجي ... تُؤَوِّلُه لُغَة الغِيابْ ... يُحْمَلُ على صوتِ عاصِفَةٍ ..  وهي تمشي في عروقِ الضَّبابْ... وقد باع العمر  ...  مع عَقارب الوقت ... مَرَّ كَلَمحِ البَصَرِ ... باع التاريخ وإشترى السرَابْ ... إتمحى نقش إسمه ...  فوقَ جُدرانِ المَدينَةِ ...  لعدة أسبَابْ ... والرؤى صارت صدى  أوجاع النخيلِ ... تتسكع بالأرصفة  ...  وفوقَ إيقاعِ الهزيمَةِ ... يمشي وعلى جَمر العِتابْ ...  كان جِواري بالأمس ...  واليوم ضاع فِي طَريق اللاعودة ... وتمزَّقت الأذنابْ ...  فَقَدَ بوصلة الحياة... لَكن إنحرف القَلب بشوقٍ ... عِندَما غادَرَته رَسائِلُ الغَرام... وأبقاكَ بداخلي جالسا على الخرابْ .

جدائل الشمس

صورة
جدائل الشمس بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..وقفتْ جميع مشاعري تتأمل ...  بعدما ذاب فيكَ الغرام ...  ذوبان الندى في ثغر الورد ...  وكذا على جفون الخزامى ... واليوم أرنو إلى الأفق البعيد ...  فما عدتُ أرى سوى دخانا ...    متفرقا بالأفق ... هي روضة العشاق كان ...  يجري نهرها عذبا ... وتشدوا في سهولها البلابل ...  و قد صارت أجنحة الأشواق ...  مقصوصة والأماني رميم ... كم كنتُ أتسلق جدائل الشمس ..  وألفّفُ الكون بضفائرها ... حتى صار الليل عندي ...  لا يعني اندحار النهار ... من جبين الحالمين ... بل يجعل الكلمات تتشرد ... وهي تقطف الحروف ...  و ثمرات الذهول ... من وجه موجكَ ...  وسحر المريا ... يتنامى حلم عند الشروق ... فِي شَفَقٍ يودع الغَسَق... لِيجهض الدُجَى ... ويولد من رحمه نور... يرسم قوس قزح بقلبي... يغوي الغروب.

الخلاص

صورة
  الخلاص بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..وقفتُ طويلا خلف الباب ... جسدي بقي طويلا هناك ... ورأسي ظلّتْ عالقةً ...  بين أذرع أخطبوط  ... أصارع من أجل خلاصي ...  فترديني ظلال وخيالات ... حفنة من نيران مكوَّمة ... أفرغ جيوب قلبي منكَ ...  وأخلص منكَ النبض و الشريان ... أشهقكَ فتزفرُني المسافات ... في الذاكرة والمشاعر  ... وكان الفجر يعصرني ... بعد معاناة ليل طويل ... والصدى يغرق في أذني ... لم تعد تشغلني الإنتظارات ... ولا هدير صفارات السيارات البعيدة ... ولا أصوات رياح ذابلة الآهات ...  ولا صخب الأمواج الهائجة ... ولا مشاغبة النوارس على زبد الخيال ... على أعتاب وجه البياض... لماذا أتيتَ في غفوتي ؟ لماذا مسحتَ ملامحي ؟ ووخزتَ جلدي الطري بمخالبك ؟ لماذا تخليتَ عن طللكَ بين أناملي ... ورحلتَ؟!

رسائل مشفرة

صورة
رسائل مشفرة بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. وكإنّكَ روحي هربتْ ... من محراب عشقٍ ...  فلبما النوارس أثمتْ في حقكَ ... تستبد وريداً ... تستبد حنيناً ... وريدُكَ بقلبي يردد صدى أُمنيات ... الروح تغوص بالموانئ ... تسبح بضفاف الشواطئ ... تعانق أشكالها في رقص محموم .. هكذا أنا يلفّني النور في تسبيحه ..  ويصعد بي إلى الأعلى ... هي شمس تروي شرياني ... كنتُ أظنها هجرتْ إليكَ ...  خِلْتُني منكَ و إليكَ ... نبضي راحَ ... وردي فاحَ ... أناشيد كلّ البلابلِ تغني غرامي ... في سرب نوتات ... كنتُ أختلس القبل  من غيوم ... من ريش  على أطرافه ألف رسالة ... يسْتَأْثر في يدي صولجان ...  خيالي يسرح بي في الملكوت...  دون لجام ويدي ..

بين الرفوف

صورة
  بين الرفوف بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..سأمسح عن ناصيتي ... شقائق النعمان المبتلة ... من أبجديات مغرومة ... وسألقي في بحور الشعر ... مفاتيح قلبي ... وأُشاغبُ الأوزان ...  وألاعب القوافي ... لأصوغ نغما يتمتم بالكلماتِ ... ربما أرتوي و أروي ذائقتي ... ستراني أطوي المسافات  ... راكضة .. لاهتة ... بين ليلي وأحلامي .. أفرش مدائني زرابيا ... مبثوثة من الأماني... ونمارق سكينة ترجرج أحلامي ... تلفني مجسات أفكار ... أراجع ما كانت عليه الأشواق ... هائمة بين الأمس واليوم ...  وجدران الصماء ...  التي ياما حدَّثتني ونازعتني ...   بين خلاياها ... يتوهج النور زلالا  ... يبهج رفوفا إمتثالا لخلجان  ... يغدق مزنَ الشعر ... عذبا .. سلسبيلا ..

الزخات

صورة
الزخات بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. إخلعْ نعليْكَ ياقلبي ... وقِفْ عند ضفة الحُلْم الأخرى ... أضيءْ ظلكَ بين عتمات... وأنت تنسج ملامحا  ... كي تراها مكتّظةً فيكَ ... تتدلّى  من ذاكرتي ... كأنها أوراق الشجر  ... ترتجف بأيام خَريفية  ...  وقُبيْل أخمصِ الغروب  ...  حين تدنو مني  ... من بين جفنيٌ ...  تتساقط زخّات ...   فتحترق الروحُ  بينَ الجنبات ... حين تتهاطل الذكريات ...

شتلة بالقلب

صورة
  شتلة بالقلب بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..كيف يعزف الصمت ...  على خدود الياسمين !؟  ويسبُر الأغوار والأسرارَ ...   عطره يسحر...  كيف لا أحبُّ الياسمين!؟ وعلى صوتكَ روحي ...  نَما فوق غصنكَ أخضر ...  و نبتت في قلبي شتلة ... ياسمين فأزهر ...  إذ أبصرتك بقلبي  ..  تُشرق وجهُ الحياةِ  ... بلون عيونك ... وبكل الارجاء ...  يفوح  طيبك ... حول الخصر ... تلتف أغصانك ... يُناشد شوق ...  بقلبي اللقاء ... تهاجمه اللوعة ... وهو يبدع الشعر  .

تشييد السراب

صورة
تشييد السراب بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..لغتي مُبْلِجة تحاورني ... تتشظى دروبي ... بكل شبر من أرجائي ...   ضميرها المُستَتر يقامرني ...    يُشاغب النبض ...  رياحه خريفية أدت إلى تعرية ...  وتجمد أجساد الفِكَر ...  وخطوات أقدامي البالية ...  تبكي سبيل الفراق ... أرسم ظلا ... في لوحة سريانية ...  أقف تحته ... وصمت يتناول ألوانها...  الصاخبة بأعماقي ... كان حلما يَدلقني ...  و تمطّي الأسئلةُ أمام عيني ... تتسلَّقُني الأوهام ... إلى أينَ تمضي بيَ الخيالات ؟ إلى أيِّ وِجهةٍ تتَّجِهُ بي الحِيرة ؟ تستندُ الجبالُ على آهاتي ... وسط هذا الهدوء والسكون ...  أتنفس الصعداء ... بعد عودتي من الضياع ... كنتُ أحمل على عاتقي ...  جبال حسرتي ... لم تكن مجرد سراب شيدته ... رغبتي العارية ... وشغب القلب ...  كشجرةٍ مكسوةٍ بتينغو ... إعتصمت بأحلامي المتطايرة... كأسراب طيورٍ... مهاجرةٍ هاربَة من أوطانها ... و نيران الأمس تلاحقني... كأرواح الشر ثائرة .

مناديل الحنين

صورة
مناديل الحنين بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. يستيقظ الفجْرُ منَ العدَمِ ... يغادر في صباحاته الأسرة ... يتوشّح نهارا ضوءه  خطوات ... ل أنشودة العائدين ... وقعهم بين الحنايا ... كنشوة المخمورين ...  أغرف منها مواعيداً ... لخيالات في ذاكرة الوداع ... تندَسّ تحتَ لحافِي الزهري ... يتهادى ظلّهم في شراييني ... ف يغتابني الدفء في وتيني ... بعدما إستظل خيالا يتبختر ...  أمام تموجات  المرايا ... وإنحناءاتها على جدار الأمس ... كان  يُقيم عرشه بين أهدابي ... وأنا أراقب ما تبقى منه ... في محيّا  المدار ... الذي يقرب المريخ من القمر ... ربما سينتهي في قبضة غيم ...  تمشي  به رجله ... والوحل يرتجف عند وقع خطاه ... أيها الغائبون لا تهدّدونا بالرحيل ... وقلوبكم يدوّي بها الدمار ... قصمتم ظهر الغرام ...  قضمتم بسمة براءة ...  تشدو أناشيد الصباح ... ففساتين الشوق ...  ما عادت بها جيوب  لمناديل  ... تمسح عنّي الحنين...!

الأرجوحة

صورة
  الأرجوحة   بقلم الشاعرة سميرة راضي  . . يٓبْنيني الحلم جداراً ... من حجارة الوقت ...  وأنتَ أيها المسافر ...  في اعماق الروح ... إجلبْ ليَ الورد   ... لعلكَ تصادف في صدرها ... قلبي الذي ينبض  لأجلك ..  سأحرق هشيم السنابل ...  الفارغات من وهجي ...  أنين خطاكَ الموجوعة ... بمسامعي طنين ... تدوس الأحلام بلا إكثرات ... تنبت بذورا في حدائق عتمة ليل ...  لم يكن يعزم  جرح النور  ...  أظلمت لَمعان المعاني  ... وأنتَ تلاعب صاعقة ... مخاضا لإحساس قديم ..   يولد حديثا من جديد ... ماذا لو يمتطى الصمت... ظهر زورق صخبي ؟!  ماذا لو كان حديث نفسي ... يؤنس رذاذ موجكَ  لهنيهات ؟! قد أفتح أبواب الحكاية ... وأغمر عيني بالمنى ... كلما غفوت ... يبقى خيالي فطناً ... يترصّد إنسياب الهواء ...  تحرك خصر ستارة نافدتي  ...  إهتزازها يوصلني بعطرك ...  فترتجف لها جوارحي ...  و دفء يديكَ ..... بغثةً.. إستيقظتُ .... ثم ألّفتُ طيفكَ العارض ... وما تزال الستارة أمامي ...  كأُرجوحة في الفضاء...

الطحالب

صورة
  الطحالب بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. وأخيرا أنزلتُ الرِّحال... عن ضفاف الروح ... ومعاطف أحلامي تحضن ...  قلبي الدافي بعد سفر طويل... إبتسامتي.. المتفائلة  ... أ ثَرتُ  منها ... في زوايا الكون ...   وعلى أرصفة مدائني ... تتأبّطني الأماني  ..  قبل أن ينتصف النبض ... على وجه مساء ذليل... بصمات الأمس غطتها ..  أوراق أشجار البرتقال  ..  وبعض وريقات الزهر كتظليل ... بينما بذرة الفرح أصبحت ... عناقيدا تدلى  ... من صدر رحب للآمال..  وشتاءا إخضرت معه ألواني ..  كطحالب البحر   ... إخضرت عند شاطئي  ... لما إلتقيت بذاتي  ... أستُبيحت النضارة لتنخر رماله ... وتكون العمود الفقري ...  لجسده الأزرق كسبيل ... لِيَلُفَّ الغرقى في عمقه ...  بشرائطي النضرة ... وتخلق للغرقى ألوانا متعددة...  بعد طول التنكيل ...

الندوب

صورة
  الندوب بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..وأشْعلتُ في السنابل الحريق ...  وطرحت نفخات عطر ... من زهر البرتقال ...  أشجاره تزخرف الطين ... برضابي وبعض الرحيق ... من ظلال تتراقص ... على حيطان أبنية ... ندوبا ...  ترقد في وهج بأزقتي ... تقتنص الذنوب ...  تألف التناهيد ... بخيالي تترقب نسمة هواء ... تهتز لها ستائر نوافذي ... وجوارحي تستيقظ ...  بلسعة عطر  بين يديكَ تؤرق ...  تُلملمه  عن أنفاسي أطيافكَ ...   ها قد جف الحبر وإنكسر القلم ...  بعدما كانت  المسافة ... بين الحبر والورق ...  تعيدني ...  كل مرة للبحث ...  في لغط ذاكرتي ... وهي تدس يدها ...  في كيس الأبجدية ... الضائعة مني .

شرودي في قصيدة

صورة
شرودي في قصيدة بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. أُجذِّفُ بالسّحر للغسق ... أشعل ضلعا وأُضيئ به ... كعود ثيقاب ... عتمة الروح ... أُحرق لحظة من تلك الحقول ...  في كل الفصول ...  كفراشة سأظل أنتقل ... غير آبهة بالنهاية ...  تخترق ستائر مسائي ...  أمشي على جمر متقد ...  حافية الذكرى ...  أضع أوزار الأبجديات ... وأتضرع كأنثى الحسون جَذْلانة ..  تصبُّ شوقها على شفاه مسك الليل ... أسكب إبتهالاتي حلمًا ... في محرابهِ ...  ينازعني الأمل في المضاجع ...  وينمو فوق رفوف الغروب ... في منفى شرودي بالقصيدة ...   في جنوني الأبدي ...   في قسوة الهواجس ... تأخذني إلى تفاصيل ...   لا تشبهني ... كقشّة متداخلة في الصدى ...  كسفر يبحث عن خطاه في الغياب ...  كزهرة تتأفف من تراب علق بالندى ... سقط الربيع من أبراجه العاجية ... وهوى بي إلى الهاوية ... وقلبي تقصفه  القصائد ... تناثر الحلم كَرذاذٍ ... برفقة المطر حول الصدى .

حذاء من زجاج

صورة
حذاء من زجاج بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..مازلتُ أشاهد وجوها ...   مُتكسّرة ...  في مرايا  أحلامي الواهية ...    أرمم دواخلي عند وجع المغيب ...  أعيد شغب الطفولة ... تورطتُ في مجاز قصيدة ... كنتُ أشتاق لإبتسامة الشمس ... تُخضب شفاه ذكريات أمس ... مستلقية عند شاطئ قافيتي ... وحلما يتفقد ظلا ... إرتجلتْ أيامي ... أزحتُ عنها الغبار ... بتلميع أمنيات ... تخرج من جيوبي الخلفية ...  إشترَى لي القدر حذاءا من زجاج ... وتعيَّن على قدميَّ ...  أن تطلاَّ على الطريق ... فلم أرَ سوى وجوه ...  ذات عين واحدة ... وأفواها عديدة ...  تصفعُها أكفّ عواصف أفكار .

ليس للحب وطن

صورة
  ليس للحب وطن بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..تتدحرج النفَس ... نحو تنهيدات هاربة ... إنقطع عندها النبض فانٍ ... يتراقص كطائر ذبح ... على شهقات ... من هذا الدمار الجامح ... في إقتحام الجوارح ... يغزو حدقة القلب ... يبلِّل رموش العين ... يتطاير من حطام جدار ...  الغبار ... بعد سقوط الدرج ... تردَّتْ مدن عن بكرتها ... أردمتها اللهفة ... كانت جثمانا للحرْق ... تبدَّدها الريح ... إِلَى الفناء ... ظلت واقفة هناك ... من بعيد...  بالعراء ... لا يستر عورتها الخلاء .. وقد علِمتُ بعد حينٍ ...  أن ليس لحبي وطنا ... وأن الخدلان والهجران أوطاني .

ملائكة الرحيل

صورة
  ملائكة الرحيل بقلم الشاعرة سميرة راضي  .. حبال نجوى من حولي ... تتشابك يلفها  ضباب ... كانت تتسلق روحِي...  حيطان الغياب ... وأنا أ بحث عنكَ ... في قطرات المطر ...  كنت تُلاعب بدون كلل ... خصور الغمام ...  أصحو على صوت ...  يشق للفجر آذان ... أعرج على صوت نايات ... تضيق بما رحبت به ...  باحات الصبر ... ثم  تَأَزَّفَ صدر الليل ...  وتقلص ثوب النهار ... وشظايا الصمت يضغط  ... بقوة على حضن الكون ...  يكسر ضلوع الأفراح ... فإستنجدتُ بملائكة الرحيل  ... وانتعلتُ حذاء الخفاء ... حين إنْتُهِك عمق أغوار ... حبّي لكَ بظنكَ المذنب ... لتصبح من الخاسرين .

الهوادج

صورة
  الهوادج بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..وكأنك صبح يرعى في مقلتي ...  عاشت قبلك عمرا في مخيلتي ... فلا تحسب الأمس عمرا.. عليا ... ما فات من عمري لم يكن قسمتي ...  كطائر ضائع من سربه تبعثرني ... عاصفةٌ مقبلة على جميع إتجاهاتي ..  تحت طائلة الريح تتموج ... سُلالاتها الطاعنةِ في الهروب ...  من جذوعِ أشجارٍ خاويةٍ ... بدّدتْها ريح ترقد بين الأوراق ...  تزحف راكضة على صفحاتِي ... نحو الهوادج الحتفِ المجملِ ... من طول تفكيري في ممرّ حياتي ... وجدتُ لآثارها نكهة مجهول في ... كأس ألوانها كثيرة بخطوط متوازية .. قد يتوقف إنعكاس صمتها العتيق ...  حين قايضتني بوجوه على مرآتي .

المطبات

صورة
المطبات بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..كل شيء في المرآة مجرد ... خدوش بين الضلوع ... هواءها مالح تتنفس ... ودم على طرف الشريان ...  يتبختر ...  بنفسج في دمي يتمدّد ... مع تواطئ الصمت ضدي ... يمضغ لواعجي ...  أزدرد حنظلي ...   ما دام الفراق يروي ...  قصة غرباء ... جرفتهم سطور من البداية للنهاية ...  وإنتهت قبل البداية ... رمتهم حجارةً على جانب الحكاية ...  شردوا بين حروفها ... كتنحنح الضوء في فصل الشتاء ...  عند الظهيرة ... في صرير ذاكرة ... وعلى أوتار سوء الظن ...  بُنيَتْ المعاني ... _ لا تُدخلْني في أحكام ...  لا يفهمها قلبي ... _ دعْني أُعَبِّر عن جحافل ... أفكار ومشاعر تقتحمني  ... هي من معشر إندماج خيالي ... الوقار لن يمنعكَ من الموت عشقا... ذاك ذنب الهوى ليس ذنبي ...  عيون لن تتبرأ من شدّة بريقها ... ولن تنكش مشاعرنا عند هروبي ... بينما أحلام تتكسع على الرمال ... تنفخ في قصبة صدري كناي ... يرتجف عندها الريح معتلّا ... بغربة الخزامى والزهر  ... ستظل تلك الأفكار ترعى ...  بمطبات الحيرة والقلق.

سنبلة بمعبدي

صورة
  سنبلة بمعبدي بقلم الشاعرة سميرة راضي   .. تحاصرني تقلبات ...  المتأثرة بجنون عنيف ... تصارعني بقاياك الفضفاصة ... تتمخض عن صخب ...  صوت كعب الذكرى على الخاطر ... خطوات لا أعرف لها دربا ... في رحاب غرام ...  وعلى دروب المدى الممتد ...  وصوله بين السماوات وحلم ... بدأ ما بقي من عمري ...  لا يهتم للإنتظار ... ينكمش و يقضم السنون والحياة ... حين ضاعت تنهيدة ... بعد خفقة ... بعد حسرة في بداية طريق ... والمرايا تغرس من جديد ... سنبلة بمعبدي بين الضلوع ... ألوك حفنةً من الندى ... أنثرُها بكل قطرة في الصدى ... تُرتق جرحاً طاب ... كانتْ كصدى تهاليل الفجر ... تبعثر مدى زهدي وتعبدي ... ففي كنفها ياما الإشتياق ... أبادني ... إتخذتُ من موانىء الأرق عُشًّا ... وسفنًا مثْقلة بالعشق ...  أشرعتُها من ضباب ... وأنتَ تطوي الغسق ... تحت إبْطكَ متوجهاً ...  نحو عهد القطاف .

قطار الحياة

صورة
  قطار الحياة بقلم الشاعرة سميرة راضي  ..في أول الهزيع.... عند هسهسةِ المواويل ... تتجادب معاطف الهواء ... تنوي أن ترتدي ذبول عطره ... صعودا على ظهر غيم ... يجوب أزقّة خصر الذكرى الرشيق ... يهتّز عوده الناصع ... كلّما غرس دمعة على طرف شفته ... يسكب بللاً  ... يسبح في الظمأ ... يتوهّج مساءا ... برقصة متخمة بالأرق ... يصْبُو إلى غد ... لا يَرحل من البال ...  ولا يُغادره ... كان مثلَ شُهْبٍ... يضيع في الحَنَايَا ... يُنزلني الصمت ... من جدران عَيْنَيْه ...  وهو يراقبني في كل الشوارع ... يشتاق أن يلقاني  في وجوه  ... بالفوضى بين الناسِ ... وكأنَّ كلّ الناس حراسٌ ... وكلّ شوارع رصّت كراسي للانتظار ... وأنا وهو كُنّا لحظة خالية ... بين مسافر ومسافرة ...  عبر قطار الحياة ...