مجلـة حـروف وقــوافي

  التنهيدة             ب قلم الشاعرة سميرة راضي                      يمرر يده المرتعشة على جسد القصيدة يتحسس وجعي يحاول جاهدا ومعه أنين مبحوح إخماد تنهيدة ملتهبة طويلة حيث حروفي الواهية تنسج من رماد الغياب وهي تميط اللثام عن أشواق دفينة متأججة وقد تمشي  سنابل أعناقها طويلة تمسك بسماء الأماني! في صباح مشرق ندي يصدح فيه  القلب بالغناء عند توهج وجه الشمس وهي تدفعه للبوح فيلون ويرسم من أنفاس التنهيدة فجرا

بين الحضور والغياب بقلم الشاعرة سميرة راضي  كل الطرق فِيَّ  َتوصلني إليك  مهما بَعُدْتَ .. ومهما غِبْتَ.. تتَوَزَّع بين  الحُضُوْر والغِياب  بأنين المَرايات َتَغَرَّبْتُ فيك  حِينَ إقتربتَ مني   بين أنسجة روحي خبأتُكَ وبين ثنايا النوايا ما عاد للزمان مكان بيننا ضاع الأمس والحاضر  من أجل غد وكنت أَقْصَى منايَ مهما سقيتْ فصول العمر سيظل الجفاف حليفها عكس ما كنت معايا

 أغسل أثواب السنين بقلم الشاعرة سميرة راضي   ...ودعني حبيبا ..   ...فأودعني لهيبا    لا يطفئه جليد الغياب حتى لو ذاب قد ينسكب كشلال نور على تفاصيلي    ينير عتمة الشتاء ويغسل أثواب السنين  من الضياء .  رويدك عني أيها البعاد يكفي ..ما نسجت لي منه دروبا   ..وقد مشتْ إليك  خطا اللهفة لما تفرقت بشراييني  ذهابا وإيابا  ...يوما ما سأرحل   ،وسيرحل معي فرحي   وجعي وضجيجي  ...وأقفل ورائي كل الأبواب

  إلى أغلى الأحباب بقلم الشاعرة سميرة راضي  نبضي تُرِكَ خلْف الأبواب... حتى تاه بمدارات الغيابْ اجتاحتني أحزان متشابهة  لما غابوا عني  الأحبابْ  حب سُقِيتُهُ قطرةً قطرهْ كانت أول خفقة لأغلى أب رحل وترك غصة بالقلب بموته بكى حتى الغمام صدى رجع مدامعي في الفقد  كحوافر المطر يدق الجمر لما انثالت بالفؤاد جراح  لم تكف العين عن الدمع  من يوم ما رحلتَ عني *************** أبي حبيبي  أخدوك بعيدا عن حضني  ولم تنآى لحظة عن عيني إنطفأ سراجك والليل بعدك حالك أبي إن الزَّمَانَ بِدُونِكَ  صحراءٌ قاحلةٌ سَقَاك الله من رَحْمَته هطولا َإعشوشب روض الثرى من طيبك َأَنِسَتِ الْأَرْض بِك   وَانْكَسَرَ بغيابك ظهري َتركتَ الروح منْك  تسكن ضلوعي  َبالكون صيتُك  يفوح منه عطري   أبي..  يا من طوتكَ المنون ونشرتْكَ ِبتضاريس الحسِّ والفكرِ حَطَّمْتَ الضِّفافَ والأعْتابْ  وثَوَيْتَ بالعين والأعماق أودعتُكَ في رحمة الله  يا أغلى الأحبابْ

قطعة الهوى  بقلم الشاعرة سميرة راضي  أمشي حافية على جمر الهوى وظلي متناثر عبر الفضا يرسم دخاني وجها عبوسا للريح وهو يعصر رئتيْ أحلامي  ينشبُ مخالبَ حرب ضروس  ..كلما رحتُ ألملم أفكاري أجد ذهني يشرد مني  يأخذني للهلاك ..كنت أعصر من داليات  الليل الدموع ..لكن جفت  لما نضب نبع بالضلوع شح مرتع النبض  وتوقفت الجوقة  الموسيقية عن العزف  وأنا ألف ما تبقى لي  من قطعة الغرام  على دثار قلبي

  أجراس الشوق   بقلم الشاعرة سميرة راضي  هذا المساء..  أترصدُ قرع  الشوق  على جدران قلبي وقصة تمخر عُباب روحي فتتلاطم أمواجها  العاتية  بكياني حين هطلت أمطار  على شرفات قلبي وأنا خلف نافذة إحساسي  أُريحُ  من  الهوى   رأسي  على أعتاب ليل سرمدي تَمَيَّدَت حكاية صبابتي بين  أحضان  حلم  و كأس  حرماني